بقلم / احمد وهبى حسين
ﻻ داعىللخلافات التى تجهد تفكيرنا وثقافاتنا البناءة وتجعلنا نقف أمامها تائهين أمامها ونعمق الفكر السلبى لكى نجابه أو ننتصر ﻷجل الذات .
يذكر من ثقافتنا الموروثة بأن الذي يترك حقه فهو جبان ضعيف ….. ، ولكن اﻻديان السماوية تدعو للعفو والتسامح ونشر السﻻم واﻷمن ….. ، فالوقت مورد أساسى يجب استثماره بالتفكير الايجابى البناء
فلماذا ﻻ نبتكر ؟
الابتكار هو الاختراع زائد الإدخال، وقد أصبح يُنظر إليه بصورة متزايدة على أنه يُشكِّل عنصراً أساسياً للاقتصادات والحكومات على حد سواء. لم تعد الاقتصادات المتوسعة تنتج بعد الآن كميات أكبر من المنتجات ذاتها، بل هي تنتج أعداداً أكبر من المنتجات الجديدة ذات القيمة المضافة.
يُشكِّل الابتكار في يومنا الحاضر المحرك الأكثر أهمية للنمو الاقتصادي. فهو يعتمد على مناخ اجتماعي داعم للمبادرة ضمن ثقافة من الحرية الاقتصادية والفكرية. ويدرك الحكماء من صنّاع السياسة ضرورة تشجيع هذا النوع من “النظام المتكامل أو التعاوني للابتكار”.
الاختراع يخلق شيئاً جديداً. أما الابتكار فهو أكثر من ذلك: إنه يُدخل شيئاً جديداً. فالابتكار هو الاختراع زائد الإدخال. وليس من السهل إدخال شيء جديد. يعرف ذلك كل من خطرت له فكرة لامعة حول كيفية تحسين مكان عمله. فالناس يقولون إنهم يرغبون في التقدم، ولكنهم يقاومون التغيير.
كثيراً ما تكون المجتمعات الأهلية والمنظمات أشد مقاومة من الناس الموجودين فيها. حتى ولو رغب جميع الأفراد في منظمة ما بالتغيير، فقد لا تسمح بذلك ثقافتها التنظيمية.
إن جعل الابتكار يحدث هو حِرفة وفنّ، أما فهم كيف يحدث فإنه عِلم. يتأسس الابتكار على أرضية عميقة في علم النفس والثقافة بنفس قدر تأسسه في العلم والتكنولوجيا.
العالم يصبح أفضل ابتكاراً، وتلعب المنتجات، والخدمات، والعمليات الناتجة عن ذلك دوراً متنامياً في حياة المواطنين عبر مساحة متزايدة من الكرة الأرضية. فقد انتقلت أجزاء كبيرة من العالم إلى اقتصاد الابتكار، أما بقية الأجزاء فقد بدأت تلحق بها بسرعة.
من الرؤيا إلى الواقع
في حين أن خيال عامة الناس كثيراً ما يربط الابتكار بالتقدم التكنولوجي، فقد حفزت التقنيات الابتكارية أيضا إدخال تحسينات في حقول متنوعة أخرى، كالقروض الصغيرة التي تمكن الناس من تطوير اقتصادات لبدء شركات “أعمال جديدة بكلفة منخفضة، وطرق جديدة لتنظيم الشركات، كما طرق جديدة في التعلّم.
يمكن أن تشير كلمة “ابتكار” إلى شيء مستحدث – كجهاز جديد، مثلاً، ولكنها قد تشير أيضاً إلى العملية التي أنتجت الشيء المستحدث. وهذا قد يكون شيئاً تجارياً بصورة مبدئية، “عملية إنتاج وتوصيل قيمة استهلاكية جديدة إلى السوق”، كما عرفها كيرتس كارلسون وبيل ويلموت في معهد أبحاث أس آر اي انترناشونال (SRI International)،
يربط العديد من الناس الابتكار بالاقتصادات الثرية في العالم، لكن الابتكار القليل الكلفة أصبح في ازدياد اليوم وهذا ما يجعل من الممكن لاقتصاد الابتكار ان يتوسع ليصل إلى كل جزء من الكرة الأرضية. فلا حاجة إلا إلى القليل من المال لاستحداث خدمات مبتكرة جديدة على الإنترنت. أنشأ طلاب في جامعة ستانفورد شركتي ياهو وغوغل معتمدين على مبلغ ضئيل من المال. أما الاستثمارات الكبيرة فقد جاءت بعد أن تمّ تأسيس وبدء عمل هذه الشركات. إن الحد الأدنى اللازم لإنشاء شركات ابتكارية في حقول معينة كخدمات الانترنت يبقى منخفضاً. من الناحية المبدئية، يتوفر مبلغ كافٍ من المال في أماكن عديدة حول العالم لإنشاء مثل هذه الشركات.
ومع انتشار الإنترنت وتحسن الاتصالات، تصبح الأسواق العالمية أكثر استجابة أيضاً. لقد أصبح من الأسهل في المجتمعات التقليدية حثّ الناس على استبدال الأدوات والأساليب التقليدية بأدوات جديدة: مضخات مياه مبتكرة غير مكلفة، طرق جديدة فعّالة لناحية كلفتها لتحسين الزراعة التقليدية، طرق جديدة لتنظيم العناية بالمرضى في القرى. هذه جميعها مجالات مهمة للابتكار تحمل وعداً كبيراً بكلفة ضئيلة محتملة.
علاقة الناس
لقد أصبحنا قريبين من أن نفهم أن الابتكار والذكاء الجماعي يعملان كزوجين. يستطيع الفرد الذكي الخلاق أن يكون مبتكراً، وبصورة جماعية، يمكن ان تكون المجتمعات الأهلية الذكية مبتكرة أيضاً.
لكن هذه الصلة بمفردها لا تكفي. المفتاح يكمن في نشر المعلومات حول كيفية حدوث الابتكار. يستطيع الصحفيون أن يقوموا بدور مهم هنا. فإذا نقلوا للقراء شعوراً بكيفية حصول الابتكار، قد يزداد فهمنا الجماعي للعملية. ولكن إذا كان الصحفيون بحد ذاتهم لا يفهمون الابتكار، فإنهم سوف يسيئون تصويره في المناقشات العامة. وتكون إحدى النتائج المحتملة تثبيط همة المبتكرين أو بخلاف ذلك تشجيعهم على السير في اتجاهات غير بناءة. دعت مؤسسة فينوفا- مؤسسة ستانفورد لأبحاث صحافة الابتكار في جامعة ستانفورد صحافيين وباحثين من دول عديدة للمجيء إلى ستانفورد لتحسين خبرتهم في تغطية أخبار الابتكارات. سوف يساعد هذا التدريب الصحفيين في زيادة ذكائهم الجماعي حول الأنظمة التعاونية للابتكار في بلدانهم الأصلية.
يتطلب الابتكار أناس مغامرين ويتطلب هؤلاء بدورهم بيئة داعمة: “يتطلبون نظاما تعاونيا للابتكار” لأهل الأعمال والمال، والعاملين في حقل التربية، والمنظمين الذين يستطيعون سوية خلق مناخ تستطيع عَبره منشآت عديدة ، الجديدة والقائمة، أن تبتكر وتزدهر. في أنظمة الابتكار الجيدة من خﻻلها يتمكن رجال الأعمال المغامرون الذين يملكون أفكاراً جيدة من إيجاد مستثمرين وشركاء، وبناء شركاتهم، وفي بعض الحالات، تنميتها من منشآت صغيرة جداً إلى شركات متعددة الجنسيات.
إن التمسك بالأعراف والعادات القديمة التي تخنق الابتكار لم يعد يُشكِّل وصفة موثوقة للنجاح السياسي أو الاقتصادي. فالمجتمع الذي يقيد التدفق الحر للمعلومات، أو يمنع الناس، الرجال منهم أو النساء، الكبار أو الصغار، من المساهمة بالكامل في الحياة المدنية، والاجتماعية، والاقتصادية لا يستخدمون قدرة الابتكار الكاملة للمنافسة في اقتصاد الابتكار العالمي. فالأفضل لهم، كما يفهم الكثيرون، تشجيع الثقافات والأنظمة التي تحتضن وتتقن الابتكار. كوريا الجنوبية، والهند، وإسرائيل هي بين العدد المتعاظم من الاقتصادات التي تنجح عبر هذه الإستراتيجية.
ومن هنا نتكلم عن اﻻبتكار علميا
ً
هو إيجاد شيء جديد لم يسبق استحداثه من قبل، أو تطوير شيء موجود أصلاً من خلال إعادة تصنيعه وهيكلته بطريقة جديدة ومختلفة تماماً عن القديمة، كما يجب أن تتماشى مواصفات الابتكار مع متطلّبات المستهلك للمنتج الجديد، ويكون ذلك من خلال استغلال المنتجات الإنوفاتية المتوفّرة في الأسواق والمجتمع أو الحكومات ذات فعالية أعلى.
يُمكن تعريف الابتكار أيضاً بأنّه توجيه القدرات العقليّة وتسخيرها في إيجاد فكرة جديدة، ويمكن تطبيقها. تتطابق شروط الابتكار على المُبتكَر إذا أجاب على تساؤلات ليست مألوفة أو لم يتم طرحها من قبل.
أهمية الابتكار
يُساهم الابتكار في التنمية والاقتصاد، ويلعب دوراً كبيراً في تطويرهما. خلق فرص عمل جديدة. استحداث أسواق بواسطة ما تمّ ابتكاره من منتجات. رفع مستوى الإنتاجية. المساهمة في رفع مستوى الثروات الوطنية وتنميتها. القدرة على تقليل التكاليف وخفض النفقات من خلال التوصّل إلى خدمة أسرع ذات جودة أفضل. تحقيق الرضا والثقة بالنفس لدى المبتكر. يُحقّق منافع مادية للمبتكر. الحصول على النفع المعنوي. يُعتبر الابتكار ضرورياً جداً لغايات الحفاظ على البقاء ضمن عالم المنافسة.
مجالات الابتكار التكنولوجيا
وتشمل المجالات التكنولوجيّة كافة وتطبيقاتها وتضم: الأجهزة، والمعدات، والتحسينات عليها.
المجالات العلمية: وتضمّ المجالات الفيزيائية والكيميائية وتشمل ابتكار تطبيقات وأجهزة علميّة تخدم المجال العلمي.
المجالات الطبية: وتضم كلّاً من الصحة والطب والصيدلة، ومن أشكالها إنشاء أول صيدلية، وابتكار علاج جديد. المجالات الاجتماعية: من أبرز الأمثلة عليها إيجاد بنك للفقراء في بنغلادش على يد محمد يونس. المجالات الصناعية، ابتكار شركة فورد لخطّة عمل إنتاجية جديدة ترتبت آثارها على السيارات الفارهة.
المجالات التجارية: من أبرز الأمثلة عليها التسوق عبر الإنترنت، وخدمة توصيل المنتجات إلى الزبائن.
المجالات السياحية: خلق فرص لجعل دولة ما أو منطقة سياحيّة نقطة جذب سياحي؛ كإقامة المشروعات الرياديّة الخاصة بتسويق المحميات. المجالات التعليميّة والتربويّة: هي إدخال شيء جديد على خط الإنتاج التربوي والتعليمي ومنها الأنظمة التربوية الحديثة، وألعاب تعليمية، وابتكار أساليب تعليم. المجالات الإعلامية، ومنها إيجاد الصحافة الإلكترونيّة، وبرامج الرسوم المتحركة، والبث الفضائي. مجالات الإنتاج الأدبي. المجالات الفنية بشكل عام. مجالات أخرى (البيئة، والطاقة البديلة، والخدمات المصرفية والمالية، والزراعة، وجميع مجالات الحياة يمكن تحقيق الابتكار فيها).
أشكال الابتكار
المنتجات: يُعنى هذا النوع من الابتكارات بإيجاد نوع جديد من المنتجات والتي عادةً ما تكون على هيئة معدات وآلات، كما يمكن أن تتضمّن الهواتف الذكية وغير الذكية، والغسالات، والتلفاز، وغيرها من المنتجات الصناعية.
العمليات: ويصّب هذا النوع من الابتكار تركيزه على طريقة أو آلية الإنتاج والعمل والتي يحرص كل الحرص على إيجاد طرق أو تكنولوجيا حديثة تؤثّر على هذه الطريقة في العمل، وتُحدث تغييراً كبيراً فيها، وبالتالي استخدام موارد بشكل أقل في إنتاج أكبر. الخدمات: وهي الخدمات التي لم يسبق لها الوجود؛ كخدمات الصرافة الإلكترونية.
أوجه الابتكار
السعي لإيجاد أو خلق مادة أو منتج جديد وحماية ملكيتها وعلامتها المميزة وتسجيلها كبراءة اختراع ومن ثم طرحها في الأسواق وتصريفها، وعادة ما يحدث الابتكار إثر تجاوب المُبتكِر مع متطلبات السوق والمستهلك ونوعيتها.
مواكبة التطورات التكنولوجية من خلال ابتكار التقنيات الحديثة التي تدعم الأجهزة والآلات وتعمل على تطويرها، وزيادة إنتاجيّتها من خلال طرق نقل هذا الابتكار وتوزيعه وتجميعه وتصنيعه.
الابتكار التنظيمي: ويختلف هذا الوجه من أوجه الابتكار بأنه يُحفّز إمكانيات المُبتكِر على القدرة على استحداث الهياكل التنظيمية في المنظمة والهياكل الإدارية، وحثّها على التجاوب والتفاعل مع التغيرات التي تطرأ على بيئة المنظمة. دعم السلوك الإداري وأدائه من خلال إيجاد حلول تقنية جديدة وطرق تدريب على الحلول المستحدثة للوقوف في وجه العوائق التي تواجه المؤسسة